التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كيف يتجلى الزواج ؟ هل بالإنتظار أم بالبحث عنه ؟

كيف يتجلى الزواج ؟ هل بالإنتظار أم بالبحث عنه ؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


صباح / مساء الخير صديقاتي و زوار المدونة كيف حالكم؟ 

أتمنى أن تكونوا بكامل الصحة و السعادة أينما كنتم، لي فترة طويلة لم أكتب عن مواضيع تطوير الذات، و اليوم سأشارككم تدوينة عن موضوع جد مهم، ستكون طويلة نعم، لكنها لذيذة و مفيدة، فجهزوا مشروبكم المفضل و اقرئوها باستمتاع و تمعن. التدوينة جاءت كإجابة عن سؤال غاية في الأهمية طرحته علي صديقة في الأنستغرام، تقول فيه : " كيف يتجلى الحب (الزواج)؟ هل بالانتظار أم بالسعي إليه و البحث عنه ؟ ". و شخصيا أعتبر أن سؤالها عميق لأنني سألت نفسي نفس السؤال و أكثر من قبل، تذكرون مقالي " هل أنا انسانة طبيعية ؟ ثم ماذا عن الاكتفاء العاطفي ؟ " الذي كتبت فيه عن نفس الفكرة سابقا ؟ و متأكدة أيضا بوجود الكثير ممن يسألون أنفسهم نفس السؤال و يرغبون بوجود إجابة.
فلذلك وعدتها أن أكتب تدوينة خاصة عن هذا الموضوع أجيب فيها على تساؤلاتها. و أحب أن أشير إلى أن اجابتي ستكون من منظوري الشخصي، و من واقع تجربتي. ليس ضروري أن تثفقي معي فيها و لا أقصد من خلالها اقناع أي أحد. انما الغاية تفكيك بعض البرمجات و أفكار الوعي الجمعي و التي كنت أعاني منها أنا أيضا ثم توضيح الصورة بخصوص موضوع الزواج.

أولا و قبل كل شيء دعونا نتفق حبيباتي على أن الزواج ليس هدف كشراء سيارة، زيارة دول معينة، انقاص 3 كيلو مثلا، أو العمل في الوظيفة الفلانية ... و انما الزواج تجربة روحية و حق من حقوق كل انسان على وجه هذه البسيطة. فيه التقاء روح بتوأمها الذي تزوجته في السماء قبل أن يخلق على الأرض. ذلك التوأم الذي سيضيف لحياتها نكهة خاصة و يساندها و يدعمها لتعيش أفضل احتمالاتها في الحياة و لتتطور نحو الأفضل. و أي زواج لا يحقق هذه الغايات ما هو التقاء جسدي لا أكثر.
و على هذا الأساس نبني يقيننا بالله على أن هذا الزواج هو رزق يسوقه الله إليك في الزمان و المكان المناسب لكِ و لشريك الحياة و بالطريقة الصحيحة و المناسبة و التي قد لا تخطر في بالك على الإطلاق. و في هذه النقطة بالتحديد أحب أن أنبه كل انسان يكتب قائمة بمواصفات شريك الحياة و التي أعتبرها خطوة مهمة لمعرفة ماذا و من تريد بالتحديد، و لسهولة التعرف على الانسان الذي سيتقدم إليك هل يناسبك أم لا، لا ترسم السيناريو أو الطريقة التي ستلتقي بها هذا الشخص و اترك المجال مفتوحا للخطط الربانية المحكمة. كذلك ركز على كل ما هو داخلي و ما يتناسب معك و مع قيمك و لا تثقل القائمة بالمواصفات المادية التي تعتبر أقل قيمة أمام المواصفات الروحية للشخص.

كل هذه المقدمة و لم أدخل بعد في صلب الموضوع، لكن دعوني أقول أن الزواج لا يتجلى لا بالانتظار و لا بالبحث عنه، و انما بالاستعداد و السعي الداخلي الجميل، لأن الانتظار كما نعرف جميعا طاقة راكدة  تولد مشاعر سلبية، و تجعل الانسان دائما في حالة ترقب، ملل وخوف من عدم تحقق الشيء و من تم تشكيك فيه. 

طيب أليس البحث عن شريك الحياة الحل الأفضل لنتفادى الانتظار؟
لا أقول ( و لن أفعل ) أن البحث لا يأتي بنتائج، و نحن نرى الكثيرين في حياتنا تزوجو بعد البحث عن الشريك، بل ستظل هذه طريقة من الطرق و وسيلة من الوسائل لمن كتبها الله لهم كسبب للالتقاء. لكن في المقابل قد لا تكون كذلك مع آخرين، بل وقد يخرجون من هذا البحث بملل أكثر أو خيبات تكرههم بالجنس الآخر.
و لنعترف بما في داخلنا جميعا أن الركض وراء أمر هو بيد الله وحده و وحده يعلم خفاياه و أسراره، أمر مرهق. فلماذا اذن لا نركض للداخل ؟
أين ؟
لدواخلنا التي نملك أغلب أمورها و خفاياها و أسرارها.
إذن كيف نبدأ هذا السعي الداخلي و الركض للداخل لتجلي شريك الحياة ؟ 

أولا فلنفتح باب الدخول بالنية، أن ننوي بصدق و بوضوح أن نلتقي بشريك الحياة المناسب لنا في الوقت و المكان المناسب لنا و له و بالطريقة المناسبة، ثم نضيف لنيتنا بأسهل الطرق و أيسرها، لأننا في نهاية المطاف لا نرغب بالتقاء توأم الروح بعد حادث سير خطير لا قدر الله، أو مصيبة أو أزمة.
ثم بعدما أرسلنا النية الجميلة في سماء الله الواسعة، ننشغل عنها بأنفسنا، بتطوير ذاتنا للأفضل، بتنظيف قلبنا، بالتشافي من أزمات الماضي، بالتحسين منا و اخراج أفضل ما فينا، ليس لشيء و انما لنا و من أجلنا فنحن نستحق أن نكون أفضل نسخة منا. أولا يقول الكاتب شمس الدين التبريزي : " كن أنت ذلك الشخص الذي تتمنى أن تلتقيه " و أنا أقول، طور ذاتك و حسن منك و كن أنت ذلك الشخص الذي تنوي أن تلتقيه.
و بنفس الوقت لا نهمل الجانب الآخر فلا تطوير مقرون بإهمال، و عندما نقول تطوير فهو يشمل جميع المجالات في حياة الشخص، فلا شخص يطمح للارتباط بفتاة مهملة لذاتها، لا تهتم بنفسها، لا تمشط شعرها و لا تعتني ببشرتها و نظافتها و إلا فكيف ستعتني به و بأطفاله. فلا تنتظري عزيزتي الشهر الذي ستتزوجين فيه لتقومي بـ  To do list للمهام التي ستنجزينها لتصبحي ملكة الجمال، و ابدئي من الآن، اعتني ببشرتك و شعرك و جسمك و كأنك ستتزوجين غدا، هذا سيجعلك دائما على أهب الاستعداد للارتباط و من الغد.
و بعد السعي الداخلي و الخارجي أنت الآن على الترددات الصحيحة، امتني لشريك الحياة حتى و أنت لا تعرفينه، ادعي الله له في صلاتك، و ادعي الله أن يجمعكم بكل يسر. أيضا باركي للأزواج الجدد، للازواج السعداء، بل لكل المتزوجين في العالم و امتني لهم، مباركتك و مشاركتك فرحهم يحملك على نفس الموجة، موجة الحب و السعادة و الزواج.
و دائما اسألي نفسك هذا السؤال : "هل سأقبل الزواج اذا تقدم لي الشخص المناسب الآن ؟ " اذا ظهرت لك أصوات داخلية  تقول، لا، أنا غير جاهزة بعد، يمكن ليس الآن، لم أجهز كذا و كذا، لم أعالج شعري بعد ... فاعلمي أنه ما تزال هناك حواجز أنت وحدك تعرفينها فاعملي على ازالتها.

أخيرا، أحب جدا أن أختم مقالي الطويل بهذه الجملة النابعة من أعماقي، حبي ذاتك يأتيك الحب الصحيح من الشخص الصح، فلا قيمة لزواج لا حب و لا سكن فيه. أنت الحب و أنت من سيضيئ حياتك و حياة الشخص الآخر بأجمل ضياء ألا و هو ضياء الحب.
و حتى الأشياء الجميلة التي أجلتيها طويلا لما بعد الزواج، عطورات، لبس، أمنيات، قصات الشعر و صبغات، جلسات عناية ... افعليها الآن، الآن و بدون تردد.
ثم تأني و خدي وقتك الكافي و الوافي لاختيار شريك الحياة الذي يناسبك، فلم و لن يفوتك قطار الزواج أبدا، كلها أفكار وعي جمعي اتفق عليها الناس، كرروها و صدقناها معهم. 

و في اليوم الذي تكونين فيه على أتم الاستعداد سيتجلى !

و هذا مقالي الذي سيكون بمثابة المرشد لك للاختيار الصحيح : كيف تختارين شريك الحياة بطريقة صحيحة ؟ 

دمتم بحب ألقاكم في تدوينة قادمة باذن الله



بالمناسبة أضفت ركن جديد في المدونة، 
لا تنسوا أن تضغطوا زر متابعة الموجود في القائمة
على اليمين، لتنضموا لصديقاتي و ليصلكم كل جديد.

تعليقات

  1. تدوينة رائعة ، استمتعت و أنا أقرؤها

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك صديقتي منار على قرائتك التدوينة و على تعليقك :*

      حذف
  2. حبيبتي هاجر دمتي متألقة يارب ❤ والله تمنيت لو كان كتاب و ليس مجرد تدوينة طريقتك في الكتابة خفيفة و تصل الى القلب دون اذن❤ احبك في الله 😘

    ردحذف
    الردود
    1. كل شيء يخرج من القلب يصل القلوب مباشرة :) أسعدني جدا أن التدوينة كانت خفيفة على قلبك و نالت اعجابك و أنا أحبك أيضا كوثر الجميلة

      حذف
  3. كفيتي و وفتي حبيبتي هاجر، عبرتي عن الموضوع بأجمل طريقة واكثرها سلاسة، وأحسنتي في أختيار موضوع أصبح هم البانت بشكل مبالغ فيه حتى نساو لب الموضوع وبدلا من أن يكون أمر طبيعي ورزق تستقبلينه بكل حب واطمئنان أصبح ثقل وهم، فقد هذا الهدف جمالو وبريقه وبمقالتك هذه وضحت ذلك بكل سلاسة <3

    ردحذف
    الردود
    1. فعلا معك كل الحق صديقتي صفاء، الموضوع بكل ما فيه أصبح هم في هذا العصر. شكرا لتعليقك الذي أبهج صباحي :*

      حذف
  4. تدوينة رائعة هاجر قرأتها عدة مرات لا أمل من قراأتها في كل مرة أقرأها استمتع

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبتي أنوي لك الاستفادة و الاستمتاع، فرحت لأنها نالت اعجابك إلى هذه الدرجة

      حذف

  5. اول تدوينه اقرأها لكِ .. جدًا رائعة كأنها رسالة لي ممتنه لكِ من كل قلبي دومتِ بخير وسعادة 💜💜

    ردحذف
  6. شكرا مقالة رائعة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة إلى نفسي في المستقبل ❣ ... أراك تتجلين كما النوايا الجميلة ❥

كيف تختارين شريك الحياة بطريقة صحيحة ؟

كتاب أنا و أخواتها ... رحلة في أسرار الذات

كل أنثى أميرة، فكيف لـ أميرة أن ترضى لنفسها الإهمال ؟!!

أمي لا تحبني! رسالة جد خاصة للأمهات

28 سنة 28 درس في الحياة

دليلك للحصول على طلة الأميرات

في رحلتك لتعلم الكونتورين، لا تنسي أن تكوني !

كسّري العادة في شهر رمضان

6 أشياء كيوت وصلتني من موقع Néejolie