التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هل أنا انسانة طبيعية؟! ثم ماذا عن الإكتفاء العاطفي؟


هل أنا انسانة طبيعية؟! ثم ماذا عن الإكتفاء العاطفي؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بصراحة لا أدري ان كان هناك انسان قبلي سأل هذا السؤال في لحظة هدوء و خلوة مع نفسه، هل أنا انسان طبيعي؟
سؤال قد يبدو غريب، و أنا أيضا استغربت عندما سألت نفسي هذا السؤال، و هل معقول أنني انسانة غير طبيعية هل تصدر مني أفعال تدل على أنني لست كذلك؟
طبعا لا، فكل أفعالي و تصرفاتي هي تصرفات انسان طبيعي جدا، فماذا عن أفكاري؟ أو في الحقيقة ما الذي دفعني لأسأل نفسي هكذا سؤال؟

التدوينة عشوائية، بدأتها في لحظة شك و حيرة، ثم توقفت عن كتابتها و قلت لنفسي هل هناك من سيدفعها فضولها لتقرأ هذه الكلمات؟ فعزلت عن تكملتها لكن الكلمات الأولى منها ضلت في المسودة. ثم عدت الآن لأتمم ما ضل عالقا في ذهني و وجب أن يصل لكل أنثى في بقاع الأرض كلها.
كلام مهم، أفكار تأكدت من صحتها، موقف حدث لي مع صديقة عزيزة على قلبي هو ما دفعني للتفكير بهذه الطريقة، فأنا ممتنة لها و للموقف الذي جعلني أتأكد من صحة معتقداتي.

بالمناسبة قد تقرأ صديقتي هذا المقال، فأهلا بك و شكرا لوجودك في عالمي أنا أحبك.

سألتني صديقتي الغالية و للاشارة هذه ليست أول مرة أسأل فيها هذا السؤال من أشخاص متعددين، ألا تحسين بالوحدة؟ ألا تحسين أنه لابد و ترغبين أن يكون هناك شخص في حياتك؟ طبعا بحكم أنني فتاة بالعشرينات و لم أرتبط بشريك حياة بعد و أسئلة من هذا القبيل قد تتعرض لها أي فتاة غيري.
جوابي كان صريح، واضح و نابع من أعماقي. قلت بزماناتي (الماضي) كنت أخاف من الوحدة، أخاف و أعترف لنفسي بأنني لا أستطيع أن أعيش وحيدة. كنت أحس بالخواء الداخلي.
لكن أنا الآن و الحمدلله أعيش بسعادة، مكتفية بذاتي، أحبها و أقدرها. لدرجة أنني أفضل قضاء وقتي في النوم أو في عمل لاشيء برفقة روحي على أن أقضيه برفقة رجل قد لا يكون الشخص المناسب لي، نتبادل الكلمات الكاذبة و المشاعر الخادعة، باختصار لا وقت لدي لأضيعه.
أحسست أن صديقتي صدقتني نعم، لكنها لم تقتنع كثيرا بكلامي و كان بستطاعتي رأيت ذلك في ملامحها.

المهم تجاوزنا الموضوع، و عندما ذهبت إلى البيت، لم أتوقع أن الكلمات لم تغادرني، صحيح أنني كنت صادقة في ما قلت لكن لا أدري لماذا انتابني هذا السؤال، هل أنا انسانة طبيعية لأنني لم أعد أفكر في ملإ فراغي برجل؟ و هل من المفروض أن يكون هناك رجل في حياتي حتى أكون كذلك (حتى لو لم يكن شريك الحياة)؟ و الكثيير من الأسئلة من هذا القبيل.

كان ذلك اليوم هو اليوم العالمي للمرأة، فكرت و تحدث مع نفسي كما أفعل دائما في الظروف المشككة، التفت على يميني لأتأمل وردتان موضوعة في قارورة ماء على الطاولة بجانب سريري واحدة حمراء قدمها لي أطفال المدرسة بمناسبة ذلك اليوم  و أخرى زهرية أهداها أخي لأمي، فجمعنا الاثنان في نفس القارورة، فقلت لنفسي: من أخبر هذه الوردة الزهرية أن تأتي لغرفتي؟ من دلها علي؟ هل أنا ذهبت و بحثت عنها؟ أم أنا طلبتها أو اشتريتها؟ هل كانت تعرف طريقها إلي؟ كيف أصبحت في غرفتي و هي ليست مقتنات لأجلي؟
هاجر، هكذا هو الرزق، و شريك الحياة رزق، ليس من مهامي البحث عنه، و التعرف عن هذا و ذلك لإصل إليه، ما هو لي يعرف طريقه جيدا إلى بفضل ربي و لطفه. وردة لم تشترى لأجلي، فأصبحت في غرفتي بجانب سريري، أستمتع بالنظر إليها. ربي سبحانه ساقها إلي عبر مراحل و أيد عديدة، لكنها بالنهاية هي لي الآن و بالمناسبة ما تزال في غرفتي.

الله، قلت لنفسي و أنا أبتسم ما هذا السيناريو الرائع، الجميل و البسيط الذي استوعبه عقلي بسلاسة و اطمن له قلبي و صدقه. ما هو لي يأتيني رغم أي شيء و كل شيء، يسوقه الله لي بحب و بأفضل الاحتمالات.
اطمئن قلبي و ارتاح بعد أن زدت ترسيخا لأفكاري التي تعبت الكثير و السنين من أجل صقلها و تجديدها و ما زلت أفعل.

عزيزتي الأنثى التي تقرأ هلوستي الآن، ليس من مهامك البحث عن شريك حياة عن طريق مواقع التواصل و لا المواقع و لا غيرها، و التحدث مع هذا و ذاك لعلك تجدين الشخص المناسب بين العشرات من الاحتمالات. صحيح قد يحصل لكن ليس دائما و ليست تلك الطريقة الوحيدة.
لا تفكري في كيف سيحصل كيف سيتجلى، و دعي الطرق لله هو كفيل بها، و بدل ذلك ادعي أن يتجلى الشخص المناسب بالطريقة المناسبة التي قد لا تخطر على بالك من قبل.
ما زادني سعادة و يقين هو عندما دردشت مع صديقتي في الغد لتبشرني أن وجهة نظري صحيحة و أن كلامي هو الصحيح. ليس لأنني أنا قلته لكن لأنه فعلا صحيح.
فعلا أنا طبيعية بل أنا الطبيعية لأنني أفكر بهذه الطريقة و سعدت فعلا لذلك.

و بالمناسبة دعيني أحدثتك عن الإكتفاء و الامتلاء العاطفي بعدما سردت لك هذه القصة، أجمل شيء للوصول لهذه المرحلة هو الانشغال بالذااات داخليا و خارجيا، تطويرها تجديدها و الغوص في أعماقها. حبي نفسك و قدريها سمعيها كلمات الحب، أهديها، صادقيها، احضنيها و لا تنتظري و تترقبي ذلك من أحد. لأنك بتلك الطريقة كأنك تلاحقين السراب و لن ترتوي داخليا أبدا.
قولي لنفسك إذا لم أكن أنااا الحب و منبعه فمن سيكونه غيري؟ و كوني مصدر الحب لك و للمحيطين بك.

و أختم بجملة عميقة تلامسني للأستاذة رهام الرشيدي:
 "فاقد الأمان من الرجال لا يعطيه و فاقدة الحب من النساء لا تعطيه و لا تستقبله"


ألقاكم في تدوينة جديدة 
لكم كامل الحب

أتشرف بتواصلكم على:




تعليقات

  1. تدرينه رائعة جداً جداً لامست وجداني حقيقة ،ولا تقلقلي جميعنا نسأل انفسنا هل نحن طبيعين ! دائما ما اختلف مع والدتي اهمية الزواج واأنه ليس اساسي وهو امر مكمل ورزق يجلبه الله على كل حال ، اؤمن جدا بمدء الأرزاق وانها مقسمه وكل ما أرغب به من وظيفه او امر مادي بالحياة سيأتي وسيسخره الله لي ولكن بالوقت المناسب شكرا جداً على تدوينه الطيفه احببتها جداً

    ردحذف
    الردود
    1. ممتنة لمرورك الجميل و لمشاركتي هذه الكلمات غاليتي، عسى ربي يسعدك و يرزقك كل جميل تتمنينه

      حذف
  2. رائعة كالعادة يا هاجر...انا مثلك تماما دائما اسئل نفسي هذا السؤال ولمعت عيناي فرحا عندما وجدت الاجابة الجملية بين اسطر تدونتك وكما قلتي فعلا: (هكذا هو الرزق، و شريك الحياة رزق، ليس من مهامي البحث عنه، و التعرف عن هذا و ذلك لإصل إليه، ما هو لي يعرف طريقه جيدا إلى بفضل ربي و لطفه)...حفظك الله ورعاك وسدد خطاك وجزاك الله خيرا.

    ردحذف
    الردود
    1. الله أسعدني تعليقك، ربي يحفظك و يسعدك و يحقق نواياك بأفضل الاحتمالات

      حذف
  3. تدوينة رائعة كباقي تدويناتك التي اغرمت بها منذ ان اكتشفتها من ايام قليلة..وكما قلتي في التدوينة الله يسوق لنا ما هو لنا بيسر وحب وبأفضل احتمال..الله ساق مدونتك الي وساقني اليها واحببتها وعشقت الالوان والطريقة التي تكتبين بها..وفقك الله أختي هاجر واتمنى لك كل الخير😘

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبتي انتي، من الأشياء التي لابد أن تكون من المسلمات هي ثقتنا في حسن تدبير الله لنا و أنو ما لنا لن يذهب بالخطأ لغيرنا و هكذا... و أكيد أنتي سألتي سؤال جميل صحيح لتجدي الاجابة في مدونتي المتواضعة. لك مني كل الحب على مرورك و تعليقك العذب الذي أبهج يومي و حفزني.

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة إلى نفسي في المستقبل ❣ ... أراك تتجلين كما النوايا الجميلة ❥

كيف تختارين شريك الحياة بطريقة صحيحة ؟

كتاب أنا و أخواتها ... رحلة في أسرار الذات

ملخص برنامج # نوايا التدريبي و تجربتي منه

دليلك للحصول على طلة الأميرات

كل أنثى أميرة، فكيف لـ أميرة أن ترضى لنفسها الإهمال ؟!!

أمي لا تحبني! رسالة جد خاصة للأمهات

28 سنة 28 درس في الحياة

في رحلتك لتعلم الكونتورين، لا تنسي أن تكوني !

كسّري العادة في شهر رمضان