التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أفكار الوعي الجمعي و تأثيرها على حياتنا


أفكار الوعي الجمعي و تأثيرها على حياتنا

السلام عليكم و رحمة الله

بعد جلسة خفيفة مع صديقة لي بالعمل تكلمنا، تبادلنا أطراف الحديث، تشكينا و شجعنا بعض قليلا لنرفع الهمة تجاه نظرتنا للحياة و الأمور من حولنا. 
لا أكتب هذا المقال انتقادا لصديقتي أو لحديثنا، فهو بالنهاية ساهم في انتاجي لهذا المقال ! و انما أنتقد طريقة تفكيرنا و أفكارنا التي كانت غالبا تحوم حول :

ريتم الحياة تغير، اي صحيح تغير😩
الشغل ضغط و المسؤوليات صعبة، اي صحيح عندك حق
تربية الأولاد صعبة، اي صح
التكنولوجيا عندها ايجابيات لكن تسبب لنا ارهاق، ايضا صحيح
الدنيا مافيها راحة !!!! ماذا؟ (هنا الايموجي الذي فتح عيونه للآخر من الصدمة 😱)

و مواضيع كثييرة أثرناها في حديثنا القصير الدسم بمشاعر المعاناة و الارهاق كالمغلوب على أمره، الشيء الذي شدني في الحديث أو دعوني أقول أنه لفت انتباهي هو كمية الكلمات و أفكار الوعي الجمعي التي طفت للسطح، و تفكيري كيف أنها من الممكن أن تسبب لنا مشاكل فيما بعد و تحطنا وسط دوامة لا ندري كيف تكونت و لا كيف أمكن الخروج منها.

كيف أن أناس تتوارث كلمات و تكررها بكل سداجة و لا وعي و لا فلترة و تسمح لها باختراق عقلها و  تكررها و تكرر الموافقة عليها بدون أن تنتبه إلى أن تصبح عبارة عن أزمة في حياتها، و تبدأ في السؤال (إن سألت) من أين جائتني، و كيف تكونت هذا ان انتبهت لها فعلا و لمضاعفاتها في حياتها.

شخصيا لا أدعي أنني سليمة منها 😶 (و لا أحد سليم منها الا القلة القليلة من الواعيين أو من تربو تربية واعية) . و للآن أعاني من برمجات عميقة اكتسبتها من الوعي الجمعي أو تجارب أناس عاشوها فشبعوني بها ، و لا أعلم بوجودها في عقلي الا بعد مروري من مشكلة أو موقف يجعل هذه البرمجات تطفو. مع أنني أحاول أن أبقى متيقظة و بوضعية المراقب لأفكاري، لأصيد هذه البرمجات و أصححها. و يبقى هذا أفضل حل للتخلص منها و لتنظيف العقل تدريجيا من كل القناعات الخائبة. 
أحيانا أعالجها بحديثي مع نفسي بصوت مسموع و واضح عن طريق نفيها و تبني أخرى أفضل، و أحيانا بورقة و قلم و عشوائيا أطرح أفكاري و أكتب أخرى جديدة تليق بي. و أحيانا لا أنتبه فأسمح لها بدون وعي مني باختراقي.
عن السياقة سابقا عندما تعرضت لحادث بعد شرائي للسيارة بأيام قليلة (و تكلمت عن هذا الحادث بالتفصيل في مقال خاص)، عن الزواج، عن الإنجاب و التربية، عن الصحة، عن العلاقات بصفة عامة، عن المال و الكثييير من الجوانب في حياتي...

أكيد أن الكثير الآن يتسائلون عن ماذا أتكلم أو ما هو المقصود من كلامي بالضبط؟

دعوني أضرب لكم مثال من واقعنا، انسانة تعرفينها أو مجهولة جلست بجانبك و بادلتك ولو حديث عابر: " الدنيا ما فيها راحة أو ما جينا للدنيا لنرتاح، و الراحة في القبر أو حتى القبر لا راحة فيه لما ينتظرنا من حساب و عذاب " و أنت بكل سذاجة و بعد ارهاق يومك الطويل تؤكدين و تقولين اي صحيح معك حق، لا راحة في الدنيا.
تجتمعين في عزيمة نسائية انتظرتها منذ مدة للترويح عن نفسك و الرقص و الضحك، و تضحين و ترقصين مع صديقاتك و أنتم بمنتهى السعادة فتبادر احداهم لتقول: " الله يستر و يحفظ من هاد الضحك " بما معناه انتظروا المصيبة القادمة و الكوارث و الحوادث و الأحزان من بعد كل هذا الضحك الذي ضحكناه من القلب.
لكن ما لا تعرفينه عزيزتي أن لا الحياة كلها تعب و لا المصائب تنتظر ضحكتك كي تقع. هي مجرد أفكار مرت على مسامعك من أشخاص مختلفين، لم تحلليها أو وافقتي عليها فأصبحت من ضمن أفكارك المخزنة. بالتالي تحدث أحداث متتالية يظهر أنها تؤكد إحدى الأفكار المكتسبة لديك، فتستحضرين الفكرة القديمة التي اكتسبتها من الوعي الجمعي لتتبثي صحة ما قيل. و هكذا تتطور الفكرة من مجرد كونها فكرة إلى معتقد. خلص أصبح لا نقاش فيه بالنسبة لك. مثلا، كل ما أضحك من قلب يمرض قريب لي، تحدث لي كارثة بالعمل، أتخاصم مع زوجي، يتوفى شخص من معارفي... و تنتبهين و تترقبين ما سيحدث بعد كل ضحك و سيحدث ظنك السيء لا محالة، اذن ماذا؟ واجب علي الآن أن لا أضحك من قلبي و ان ضحكت أنتظر توالي الكوارث. و ماذا بعد كل هذه الإتباثات؟ الحزن و التعاسة و الظنون السيئة.

شنو الحل طيب؟ 
الحل 
قولي لا، سأضحك و لن يحدث أي سوء و لا علاقة لي و لضحكي بالسوء إن حدث. هذه ليست أفكاري و لا علاقة لي بها. 
قولي لا، الحياة جميلة فيها من التعب و من الراحة و نحن نختار ما نريد حسب أسلوب حياتنا. 
قولي لا، الزواج رائع و مش كل الرجال سيئين، كل شخص يجذب الشخص المناسب له و على حسب نواياه.
قولي لا، التكنولوجيا مفيدة و فيها من الأذى القليل و اذا شعرتي بالتعب اعتزليها.
قولي لا، التربية رسالة عظيمة و الانجاب معجزة تحدث بداخلنا، هي مسؤولية نعم لكن أختار أن أعيش مسؤولياتي بمتعة.
قولي لا، وزني يعبر عني عن تجاربي  و ما أعيشه و أحسه و لا علاقة لأي كائن بزيادته أو نقصانه.
قولي لا، أفكار الناس تعنيهم و تجاربهم هي لهم و لا تخصني و ليس ضروري أن أعيشها أو أختبرها مثلهم.

قولي لا، غيري هذه الأفكار و ارتاحي.

 لا تسمحي لأفكار الغير باختراقك، فكري، حللي و خدي فقط ما يناسبك.


دمتم بحب ألقاكم في تدوينة قادمة باذن الله


بالمناسبة أضفت ركن جديد في المدونة، 
لا تنسوا أن تضغطوا زر متابعة الموجود في القائمة
على اليمين، لتنضموا لصديقاتي و ليصلكم كل جديد.


تعليقات

  1. كما العادة هاجر، تدوينة جد مهمة و مفيدة ، أتمنى أن ينتشر هذا الوعي الجميل الذي تقدمينه في مدونتك لأننا بحاجة ماسة إليه في مجتمعنا

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبتي منار مرورك الأجمل، دايما تنورين مقالاتي بتعليقاتك الجميلة و المحفزة. شكرا لك

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة إلى نفسي في المستقبل ❣ ... أراك تتجلين كما النوايا الجميلة ❥

كيف تختارين شريك الحياة بطريقة صحيحة ؟

كتاب أنا و أخواتها ... رحلة في أسرار الذات

كل أنثى أميرة، فكيف لـ أميرة أن ترضى لنفسها الإهمال ؟!!

أمي لا تحبني! رسالة جد خاصة للأمهات

28 سنة 28 درس في الحياة

دليلك للحصول على طلة الأميرات

في رحلتك لتعلم الكونتورين، لا تنسي أن تكوني !

كسّري العادة في شهر رمضان

6 أشياء كيوت وصلتني من موقع Néejolie