ما الفرق بين الاهتمام و التعلق؟ و كيف أفك تعلقي بالآشخاص؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مساء الخير أصدقائي كيف حالكم بعد هذا الغياب الطويل؟ اشتقت لكم و للمدونة كثيييييرا.
و أخيرا عدت لكم بتدوينة عشوائية عن التعلق بالأشخاص، أوضح فيها من منظوري الشخصي ما هو التعلق و كيف نفك تعلقنا بالأشخاص من حولنا دون أن يتأثر حبنا الكبير لهم؟
أولا خلونا نبدأ بالسؤال عن ما هو التعلق؟
التعلق حسب منظوي هو الاهتمام المفرط و المبالغ فيه في الطرف الآخر ينجم عليه احتكار لمساحته الخاصة و تضييق لحريته. و بالمناسبة كلنا مهيئين لعيش حالة من التعلق الناتجة عن حبنا الكبير لهذا الشخص في حياتنا.
و أحب أن أشير الى أن التعلق ليس بالضرورة مرتبط بالزوج أو يصيب علاقتنا معه فقط، بل قد يكون تعلق بالوالدين، الأهل، الأولاد و يتعداها للأشياء و الأماكن في حياتنا.
طيب، لماذا نتعلق بالأشخاص؟
قد يكون تعلقنا بالأشخاص لسد نقص لدينا، لسد الفراغ في حياتنا، أو لتجاوز حالات الملل التي قد نمر بها.
أو ظنا منا أن الطرف الآخر في حاجة لكل هذا التواجد و الاهتمام.
في حين أن التعلق قد يكون برمجة خاطئة اكتسبناها على أن التعلق هو الاهتمام. في حين أن هناك فرق شاسع بينهما بحيث أن الاهتمام هو عناية تحترم معها المساحة الخاصة للطرف الآخر أما التعلق فهو اهتمام زايد عن الحد فيه انتهاك لحرية الطرف الآخر و تضييق لمساحته الخاصة.
أيضا قد يكون ناتج عن خلط عفوي يتمثل في أن الاهتمام المفرط بالأخر هو حب، في حين أن الحب أبسط من هذا التكلف و التعقيد.
الآن بعد هذا التعريف و التوضيح أعتقد أنه اتضح أن التعلق ليس بذلك الشيء الجميل لنتشبث به بقدر ما هو مؤذي للطرفين، لذلك دعوني أوضح أكثر:
لماذا يجب علينا فك تعلقنا بالأشخاص من حولنا.
- كما سبق و ذكرت أنه يضيق مساحة الطرف الآخر و يسلب منه أجمل القيم و هي الحرية.
- يرهق الطرفين و يستنزف طاقتهم.
- يفقد المتعلق متعة الحياة و الاستمتاع باللحظة لأنه دائما و طوال الوقت مشغول بالآخر ماذا قال و ماذا فعل.
- يرفع سقف توقعات المتعلق لينصدم فيما بعد بأنه لا يجد نفس الاهتمام الزايد و الذي يقدمه للطرف الأخر، يعتقد بعدها أن الآخر لا يحبه كثيرا.
- يجعل المتعلق دائما في قلق و حزن لأنه غير راضي عن ذاته و عن الوضع مع الطرف الآخر.
- الاهتمام الزائد عن الحد قد يجعل الطرف الآخر في حالة نفور (لأن المتضادات تتجاذب).
- لأن التعلق قد يتطور ليصبح فيما بعد حالة مرضية تستلزم العلاج.
و الكثير ...
طيب ما الحل؟
- أفضل حل لتجاوز حالات التعلق هم التوازن (لا تفريط و لا افراط) لا اهمال و لا اهتمام مبالغ فيه جدا.
- انشغل بذاتك و بما تهواه نفسك و يمتعها.
- زد تعلقك بالله، و ردد دائما "اللهم زد تعلقي بك و فك تعلقي بكل من سواك"
- الحرية قيمة عليا مقدسة، قدر و احترم حرية الآخر لتحترم حريتك.
- حارب الملل و لا تقل ماذا سأفعل في غياب (فلان) ؟ قم بأي شيء.
- كون صداقات و علاقات جميلة.
- اخلق لك أنشطة مختلفة ممتعة.
- لا تهرب من الملل و الفراغ بالنوم مثلا، الهروب لا يجدي نفعا.
- في غياب الطرف الآخر أو انشغاله لا تعد الساعات و الدقائق بل انشغل بك.
دمتم بحب ❥❥
رائع حبيبتي دائما مقالاتك تسعدني و استفيد منها الكثير احبك
ردحذفهذا من دواعي سروري حبيبتي أسعدني أنو المقال أفادك
حذف