يوميات ماما.. (الامتنان)
#الجزء 1
ملاحظة: أسماء الأطفال غير حقيقية وكذلك المواقف معدّلة (بمعنى أنها قد تكون حدثت في اوقات مختلفة ولكن لتخدم الهدف من كتابتها جمعتها معاً)..
استيقضتُ هذا الصباح على بكاء طفلي الصغير (سعيد).. وقد كنت متعبة ليلة البارحة، إذ لم آخذ قسطا كافيا من النوم! كان يبكي وأنا أحاول تجاهل بكائه لعله يهدأ أو يعاود النوم ثانية فتهنأ لي دقائق نوم إضافية!
ولكنه لم يتوقف عن البكاء ويبدو أنه كان جائعاً جداً..
استيقضتُ على مضض.. وحاولت أن أهدئه ثم حملته معي لنتناول طعام الإفطار معاً.. كان مسروراً جداً بأنني أخيراً فهمت مقصده.. "حبيبي الصغير، كنت حقاً أظن أن أمرا ما أيقضك وأنك ستعاود النوم حالما تهدأ.. ولكن يبدو لي أنك جائع فعلاً" احتضنته وأنا أتحدث إليه، بينما استمر هو في تناول طبقه حتى انتهى منه..
كان طفليّ الآخران لا يزالان في غرفة النوم.. ولكن سرعان ما سمعت صوتيهما يقترب من غرفة الطعام.. "سامي، ماجد.. لقد استيقضتما! صباح الخير يا صغيرَيّ" اقترب الاثنان مني ليأخذا حظهما من الحضن الصباحي الدافئ! أحب هذه العادة في بيتي.. فقد اعتدت أن أضم كل واحد من اطفالي مع كل صباح؛ لنهنأ بجرعة عميقة من الحب الذي لم تعكره مشاغبات الصباح أو توجيهات (ماما) التي لا تنفذ!
كان يوما مشرقا وبهيجاً.. وكنت قد حضّرت برنامجا نقوم بعمله أنا وأصدقائي الصغار (هذا ما أدعوهم به حقاً).. أحب أن يكون بيني وبين أطفالي علاقة صداقة أو هكذا أحاول ان تكون.. فهذا يجعلهم أقرب مني ويجعل التعامل معهم أكثر سلاسة..
كنا نقرأ قصة صغيرة بينما جاء سامي بعصاً كبيرة وأسقطها بقوة فوق أخيه (ماجد).. كان صوت سقوطها على رأسه كافياً ليثير غضبي وآخذ العصا من سامي بقوة وأضعها في مكان مرتفع لكي لا يستطيع أخذها ثانيةً.. لم أستطع تمالك أعصابي فعنّفتُهُ بشدة وطلبت منه أن يعتذر من ماجد.. ولكنه لم يستمع لأي من تهديداتي.. ومضى يلعب بعيداً..
جلست بعدها مع الصغيرين (ماجد وسعيد) وواصلت تدليكي لرأس ماجد لعلي أخفف من ألمه.. ثم بدأت أتنفس بعمق حتى أستعيد توازني وأتعامل مع الموقف باتزان أكثر.. ووجدت بعدها أن سامي كان يلعب منعزلاً بلا اهتمام بما فعل.. فاعتقدت انه يجب ان اتعامل مع الموقف بحكمة أكبر!
ذهبت إليه وجلست بجانبه.. وبدأت انظر إليه وهو مستمتع باللعب.. طلبت منه أن يشاركني اللعب، فقال لي: "ماما، أعتذر على ما بدر مني تجاه ماجد" فاحتضنته بسرعة وأخبرته أنني لست غاضبة إنما عليه الاعتذار من ماجد فهو من تألم إثر ضربه له..
توجه سامي إلى ماجد.. ولم أعلم ما دار بينهما.. إلا أنهما عادا إلي وهما يبتسمان.. شعرت حينها أن عليّ أن أتعلم منهما التسامح وغض الطرف عن الأخطاء.. "يا لكما من رائعين، اقتربا مني وأعطياني قبلة قوية.. أمممممواه" كم أحبهما!
...
في نهاية يومي.. وبعد أن خَلَد الأطفال لنوم عميق.. جلست افكر كيف أن يومي كان رائعا فعلاً.. فقد استمتعت باللعب مع أطفالي، وصنعت لهم لاحقاً كعكة الفواكه اللذيذة، ثم استمتعنا معاً بالخروج في نزهة صغيرة.. وأدركت أنني بنواياي وبمشاعري العالية أستطيع أن أجعل يومي أروع حتى مما كان..!
كتبت نواياي للغد.. وكتبتُ أهدافي.. واستطعت أيضا أن أقرأ عدة صفحات من كتابي.. قبل أن أخلُد انا الأخرى لنومٍ عميق..!
..آه نسيت أن أقول لكم: "تصبحون على خير، وغداً أجمل"
مقال: أخصائية التغذية / زينب اليحمدية أم مُحِبّة
حسابها في التويتر: @um_Khalid9999
حسابها فالأنستغرام: zainab_alyahmadi
تعليقات
إرسال تعليق