دردشة حول السياقة و حديث مهم عن الأفكار
السلام عليكم و رحمة الله
بعد انقطاع عن التدوين دام أكثر من 3 أسابيع تقريبا، أعود لأكتب هذه المقالة و كلي شوق لكم قارئاتي و قرائي الأعزاء و للكتابة و لمشاركة تجربتي معكم. أتمنى من كل قلبي أن تجدكم هذه التدوينة بكامل الصحة و السعادة.
في ثلاث أسابيع التي أنقطعت فيها عن التدوين عشت الكثير من الأحداث، الجيدة منها و التي قد تبدو ظاهريا سيئة لكن في عمقها فيها خير كثير لي، كيف ذلك؟ سأفصل لكم الفكرة.
ابتدأت الثلاث أسابيع بعطلة بحكم اشتغالي في مدرسة خاصة، و هذا أمر جميل و الكل يرغب فيه و ينتظره بكامل الشوق كما الحال أنا، و كلي طموح أنني سأستقبل سيارتي الجديدة و سأسافر رفقة أهلي و سأرتاح جسديا و أمارس الكثير من الأشياء التي أحبها، فبنيت الكثير من الآمال حول هذه العطلة بدون وضع نية واضحة و إغفالا مني بأن السعادة و الراحة النفسية ثم الجسدية قد تكون أيضا في أوقات العمل إن كنا في حضور تام و استمتاع بما نقوم به.
المهم اشتريت سيارتي التي انتظرت قدومها لمدة تجاوزت الأربع أشهر و كلي شوق لامتلاكها و سياقتها، طبعا فهذه أول مرة اشتري فيها سيارة :) و أنا أحمل في داخلي الكثير من الأحلام الوردية و الأفكار المغلوطة، ظنا مني أن السيارة - أمان - و حماية للفتاة و ستر لها، على الأقل أفضل بكثييير من انتظار تاكسي كل يوم في البرد و الحر.
ظللت أفكر بهذه الطريقة إلى أن فاجأتني أيام الأسبوع الأول من امتلاكها بحادث سيارة، لم أحسب له حسبان و لم أكن المذنبة فيه حتى، حيث صدمني شاب من الخلف كان مستعجل لاستقبال أمه من المطار، الحمدلله لم أصب بأي أذى و لا الراكبات معي لكن الحادث أوجع قلبي لعدة أسباب أهمها أن السيارة مازالت جديدة و رأيتها مصدموة بشكل عنيف أمر محزن، قضاء العطلة ما بين شركة التأمينات و منزل السيارات بدل من قضائها في السفر، إرباكي و هز ثقتي في نفسي و في قدرتي على سياقة السيارة التي انتظرتها ظنا مني أنني أينما حللت ستصدمني سيارة من الخلف ...
و مع هذا كله لم أتحامل على الشاب الذي صدمني و لم أكن له مشاعر سيئة، و كنت أقول في قرارتي نفسي أنه مجرد رسالة لي لتعديل شيء في داخلي و إلا لماذا صدمني أنا بالتحديد و ليس أي شخص آخر. باختصار الرسالة لي أنا.
قضيت أسبوعين منشغلة بهذا الموضوع و موضوع الأقرباء و الأصدقاء الذين لم يدركوا بعد أ يباركون لي السيارة الجديدة أم يتمنوا لها اصلاح سريع قبل قدوم العمل.
أحسست في هذا الفترة أنني أدخل حالة من الحزن الذي كنت أعيشه داخليا أكثر مما أظهره للآخرين، فقدان الشهية للأكل و لكل شيء و حالة من الخوف لا أعرف نفسي فيها، لا أكتب هذه المقال لتتفاعلوا مع مشاعر الحزن التي عشتها فأنا الآن ذاتي التي أعرفها، هاجر السعيدة، الإيجابية و المتفائلة بالحياة و بالأحداث كلها، إنما لأبين لكم أهمية و خطورة الأفكار في نفس الوقت.
جلست مع نفسي و فكرت مطولا ما الرسالة من كل هذه الأشياء و لم أنسى أبدا أن أحدث نفسي بنبرة حب، لطف و إيجابية بأن هذه الأحداث مؤقتة ستمضي، هذه لست أنا، أنا أقوى و أكثر شجاعة و سعادة. أنا أتقبل مشاعري كما هي و ممتنة لها، عملت تنظيف داتا (أنا أحبك، سامحني شكرا لك) للشاب الذي صدم سيارتي.
و لم أنسى أبدا أبدا الرابط بيني و بين ربي فزدت تشبتا فيه و حبا له و تقربا منه، و أنا التي أوقن أنه أحن علي من نفسي و من والدي و أرحم بي من كل خلق، صليت و بكيت و تدرعت له بأن ينور بصيرتي و يرزقني قوة الإيمان و اليقين و ليس قوة الجبروت.
كما أعترف أنني في تلك الفترة ضيعت التزاماتي بالعادات التي أحب اكتسابها، كشرب كمية من الماء، الاستيقاظ الباكر و ممارسة الرياضة. و لم أعاتب نفسي أو أحملها أكثر من طاقتها أخدا بعين الاعتبار أن استعادت سلامي الداخلي أهم و كل الأشياء يمكن استدراكها في وقت لاحق.
كدت أصدق أنها عين أصابتني و أصابت سيارتي الصغيرة ههه رغم تحصني الدائم بالأذكار و الدعاء لولا تفكيري الواعي بأنها أفكاري. نعم أفكاري المغلوطة بأن السيارة أمان، و نسيت أن مصدر أماني الوحيد هو الله الأحد و ما السيارة إلا وسيلة سخرها لي ربي لأكون في أمان برغبة منه، و أنني قد لا أكون في أمان فعلا و أنا بداخلها إذا ما أراد ربي ذلك!
فكرة صغيرة مغلوطة قد تخلق في حياتنا الزوابع المدمرة، حاولوا دائما الإنتباه لأدق الأفكار و التفاصيل في حياتكم هي ليست عبث.
صححت فكرتي هذه فأحسست براحة أكثر. و استلمت سيارتي من جديد بعد أن تم تغيير الطرف الخلفي منها و أصبحت جديدة من جديد، استأنفت العمل من جديد بعد عطلت لم أعرف كيف قضيتها (الخطأ أنني بنيت آمال كبيرة عليها) فأحسست بخوف من جديد و عدم ثقة مع أنني أملك خبرة جيدة في السياقة، و في كل مرة أريد أن أركبها أحس بأن ثقتي تهتز، طيب ما الحل؟؟؟ هل أغير رأيي بأنني خلاص ما عدت أرغب في سيارة هههه؟
أدركت أنها أفكار سلبية و رغم أنني تجاهلتها إلا أنها لم تختفي فحان الوقت لمناقشتها مع ذاتي فأخدت مذكرتي الشخصية و كتبت:
لماذا أخاف من سياقة سيارتي بمفردي؟
كتبت كل الأفكار التي حضرت في ذهني حتى أتفهها و أذكر أنني كتبت حوالي 25 فكرة، و ناقشتها بسؤالي: هل هذه الفكرة حقيقة مطلقة؟ و جلها كان جوابها بـ لا بل كانت تجارب أشخاص أعرفهم، لقطات من مسلسلات درامية، قناعات المقربين، كلام قالوه أشخاص فأصبحت أردده بدون وعي مني و الكثييير.....، إذن لماذا أنا خائفة بسبب هذه الفكرة المغلوطة و الغير الحقيقة !؟
ثم كتبت في صفحات أخرى لماذا يجب أن لا أخاف من سياقة سيارتي بمفردي؟
و كتبت كل الأفكار و القناعات التي تجعلني أقتنع أكثر، و حرصت على أن أكتب أكثر من الأفكار السلبية الأولى. و فعلا أحسست أنني بخير، مقتنعة، أكثر ثبات و شجاعة.
و ها أنا منذ ذلك اليوم أتشجع أكثر فأكثر، أكثر ثبات و ثقة. نظامي الغذائي و شهيتي في تحسن، حتى نومي أصبح أريح.
أشكر نفسي كل يوم على مجهودها و أحبها أكثر لقدرتها على تجاوز تحدي قد يبدو للبعض سهل لكنه بالنسبة لي ليس كذلك خصوصا عندما يمس سلامنا الداخلي و نصبح في دوامة من الخوف اللامبرر.
أغلب كلامي في هذا المقال لم أطلع عليه أحد، حتى تمرين الأفكار لم يدرك أحد أنه كان لي تمرين لأتجاوز خوفي و أصبح هاجر الشجاعة التي كنتها من قبل. فقد ظنوا فقط أنني بدأت أتمرس.
أحببت فعلا أن أنقل تجربتي لأبرهن لكم أن سبب الخوف هو فكرة مغلوطة صدقها العقل، و تفاعل معها القلب بالمشاعر فأصبحت واقع تعاش.
و ما قصتي مع السياقة إلا قصة من آلاااف القصص التي يعيشها الكثير منا و لا يدركون كيف يغادرونها سالمين.
لا تعيشوا الحياة عبيد أفكاركم، اخرجوا من منطقة الراحة، ستعيشون الخوف لا محالة و قد لا يبدو الوسط آمن لكن ستتجاوزون ذلك إن أنتم أردتم و لديكم القدرة على ذلك.
دائما أفكارنا هي السيف ذو الحدين قد تخدمنا و قد تدمرنا أشد دمار، نحن نسير و نقود هذه الأفكار و ليست هي من تقودنا.
و أحب أن أشير أن الأفكار تختلف باختلاف نوعيتها، صعوبتها و مدى تشبتنا فيها و تشبتها فينا، هناك أفكار تختفي بمجرد تجاهلنا لها، و أخرى بتسفيهنا لها كأن نقول بصوت مسموع"فكرة بايخة" و نضحك عليها لكن هناك أيضا أفكار لا تختفي إن لم نكتبها على الورق و نناقشها على الطاولة وجها لوجه و بشجاعة.
الآن و كل شخص يعيش تحدي ما، يعاني من مشاعر الخوف بسبب أفكار ما، يحب عمل شيء جديد ثم يتراجع، اجلس و اكتب أفكارك بصدق فلن يطلع عليها غيرك، و ناقشها بوضوح و ستلاحظ بعدها كم أن الموضوع بسيط فقط تلعب المشاعر الدور الحساس في تضخيمه داخلنا.
أنا أقدر و أنت و الجميع لديهم القدرة على تجاوز التحديات و الهموم و المخاوف، لنكسب ذواتنا من جديد لنكون نحن، نسختنا الأصلية، السعيدة و التي تنعم بالسلام و تدرك أن وراء كل عقبة مروج واسعة خضراء و مزهرة تستحق أن تعاش.
مقال ليس كباقي المقالات التي أكتبها أنوي أن يضيف لكم ولو القليل من الأشياء الجميلة و الأمل.
أتشرف بتواصلكم على:
- الانستغرام: Hajress
- التويتر: SHajress
- الفيسبوك: Lady's Pretty Corner
ألقاكم في تدوينة جديدة
لكم كامل الحب
تدوينة جميلة استمتعت بقراءتها كثيرًا 💗
ردحذفأحببت طريقة تفكيرك وإيجابيتك، حافظي على سلامك الداخلي واستمتعي بكامل أيامك، أنظري للجانب الممتلئ من الكأس.. فحتمًا أصبح لديك خبرة في التعامل مع شركات التأمين وورش الميكانيكا 😆
وأسأل الله أن يطرح البركة في سيارتك ويعطيك خيرها ويصرف عنك شرها 💐
الله على جمال تعليقك روان، أسعدتني ممتنة لك عزيزتي
حذفما شاء الله عليك أختي هاجر.
ردحذفبارك الله فيك و بارك لك في سيارتك الجديدة و حفظك الله من كل مكروه ما دمت فيها.
مقالة رائعة و في وقتها. أنا حصلت على رخصة السياقة من فترة قصيرة و لا زلت أخاف قيادة السيارة مع أنني لم أقع في حادث و الحمد لله لكنني لا أستطيع تجاوز الخوف بداخلي.
أحسنت مرة أخرى أتمنى لك مزيدا من التألق و الاستمرارية��
الله يبارك فيك أ اختي، يا ريت تطبقي التمرين الذي ذكرت في المقال سيحدث فارق كبييير لديك. موفقة غاليتي
حذف