التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اتفاقية الصُلح مع الرجل، بوابتك نحو الأمان !

اتفاقية الصُلح مع الرجل، بوابتك نحو الأمان !


بسم الله الرحمن الرحيم

دائما ما نستمتع و نندهش من جمال تغريدات عصافير تنعش الآذان و تسحر القلوب، سبحان الله من ألهمها هذا الجمال، هذا الفن؟! لكننا ننسى أن من ألهمها هذا الجمال ألهمنا أيضا جمال الإختيار في أن نغرد بضحكة صادقة، بكلمات حب نبيلة، بخاطرة أو تغريدات مختصرة مفيدة توصل المعنى العميق الجميل و تلامس و تسحر قلوب قارئيها..!
أذكر أنني غردت يوما بخاطرة عن "الرجل" شقت طريقها من عمقي و في لحظة سكون لتحلق على حائط صفحتي الفيسبوكية.
كتبت فيها:
<< لا أكره الرجال، و لا أدعو للتمرد عليهم، لي قناعة إن كان واحد جنكل مان فالعشرات بالمقابل جناتل، ابتداءا من أبي فاخوتي و الأصدقاء من حولي.
و إن كان واحد كاذب فالعشرات بالمقابل صادقون، و إن كان واحد مضطهد فالعشرات بالمقابل خلقوا ليقدموا الدعم، ربي لك الحمد عقدت اتفاقية صلح مع هذا المخلوق الجميل منذ أدركت أن الرجل من حولي ما هو إلا انعكاس لي و أن جمالي من الداخل لن يصعب على رجل إدراكه و بالتالي فسيعاملني بمثل ما في داخلي...>>
لست مناصرة للرجل، ولا أكتب لأدافع عن حقوق مهضومة له و لا أدعو للتحريض و إنما لألفت انتباهك أيتها الأنثى التي تقرأ هذا المقال..أما حان الوقت لتجلسي جلسة صادقة مع ذاتك و تستحضري قناعاتك و برمجاتك عن هذا المخلوق؟ الذي خلقت من ضلعه و الذي لا محالة طال الزمان أو قصر ستكونين زوجه له، أم، أخت، خالة، عمة و حتى جدة ...
لا أقول أن وضعي مثالي و أن أفكاري كانت يا سلام سليمة عنه!
تشبعت أيضا ببرمجات مجتمعية من كل حدب و صوب، على أن الرجل خائن، غير جدير بالثقة، لا يؤتمن، استغلالي، ذئب...و الكثير من المواصفات التي إن لم تكن فيه ابدعوا في اختلاقها و إن لم تصل من المسلسلات جائتني من الأغاني، و إن لم تأتي من بعض الروايات تسللت لي من قصص الرعب الزوجية في جمعة نسائية نسوا كل القصص السعيدة و الناجحة فيها و لم يتداولن سوى طلاق فلانة، و خيانة زوج فلانة بعد حب دام السنين و زواج تعدا سنين حبهم و أطفال و عشرة...و القصص كثيرة و مهولة. تدخل المتزوجة دوامة الخوف و الشك، و تجعل العازبة تعتزل الزواج.
ثم ماذا؟
مفتاحي لفتح باب هذه القناعات و البرمجات المدمرة كان تسجيل صوتي للأستاذة رهام مدربة في الوعي الأنثوي، عن طريق برنامج الساندكلاود، تحدتث فيه عن الكثير من النقاط و كان من بينها سعادة الأنثى بوجود الرجل أو غيابه و كيف أنه خلق ليكون الدعم و السند لك لا عليك، تقول بأنها تصالحت مع هذا المخلوق الذي وصفته بالجميل و السهل في التعامل معه.
زارني كما العادة ذلك الصوت الداخلي، صوت البرمجات و الأفكار الذي لن يضيع فرصة كهذه لتشكيكك و الذي لا يظهر الا بظهور فكرة جديدة تستفزه، ماذا؟ الرجل مخلوق جميل؟ الرجل سهل التعامل معه؟ الدعم؟
تساءلت كثيرا بعدها كيف أستطيع أن أتوصل إلى هذه الإتفاقية؟ كيف أستطيع أن أعيش التصالح مع هذا المخلوق؟
فبدأت الأمور تتجلى رويدا رويدا عن طريق اكتشاف أفكاري في خزاني اللاواعي، فككتها واحدة تلو الأخرى، فهمت أن المرأة تتحمل مسؤولية نفسها، أخطائها و مشاكلها التي تعاني من أو اتجاه الرجل، و أنها إن كانت في معاناة مع نفسها فلن تجد سوى المعاناة في علاقتها مع الرجل و المحيطين بها و العكس صحيح حتما.
ثم بدأت أفهم في طاقة الأنوثة و كيف أن كل صنف من الإناث تجذب صنفا معينا من الذكور لحياتها.
و مما لا شك فيه أنك عندما تطرح السؤال الصح و يكون تركيزك حاضر، تتضح لك الأمور أكثر و تجذب الجواب الصح، أصبحت أكثر ملاحظة للرجال من حولي، أبي، اخوتي، جدي، زملائي في العمل، بائع في محل، سائق تاكسي، ... كيف يتعاملون و كيف يفكرون، كيف يحللون المواقف.
فاكتشفت، كلما زاد احترامكِ لذاتك ما على الكون إلا احترامكِ، كلما أحببت ذاتك و قدرتها و أوليتها بالعطاء، تجدين المحيطين مسخرين لخدمتك، مساعدتك، احترامك و تقديرك...
و هنا أشدد على ضرورة تجاهل قصص المتزوجات التي لا ندري لربما فشلت بسبب نظرتهم السودوية عن أنفسهم و عن الرجال، التأثر بالأفلام التعيسة، صور الوتساب المشوهة لدور الرجل و عظمته، صفحات الفيسبوك التي تبنت مهمة أن تجعل الأنثى تعيسة تخاف و تتشائم من ذكر كلمة " رجل ". اقرئي، تثقفي في العلاقات كذلك، فهذا سيغير تفكيرك بطريقة عجيبة، بدل من أن تستنجي القاعدة المشهورة التي تقول:
خان فلان و كذب تساوي جميع الرجال خائنون و كاذبون !
أي معادلة هذه؟؟
دعيني أوجه لك هذا السؤال، هل إذا فلان خانته أنثى و كذبت ستساوي جميع النساء و بما فيهم أنتِ خائنات و كاذبات؟؟
ستكتشفين وقتها أنها معادلة لا حل لها، بل الأسوء من ذلك هي معادلة شاملة ظالمة للطرف الآخر.
لا تحكمي من تجربة شخصية مؤلمة، فهناك رجال أنبل من ذلك، شهامتهم لا تسمح لهم بأذية أصغر مخلوقات الله، فكيف بأنثى؟ !

أراهم الآن بوضوح في محيطي من قريب و من بعيد كرجل يلاعب طفلته، و آخر يحمل حقيبة زوجته الثقيلة، و آخر يساعد و يُسعِد أمه، و آخر يشجع زوجته على تحقيق ما تطمح إليه، و آخر يأخد زوجته لمطعم فقط لأنها اشتهت طبخة ما ...
غيري أفكارك، صدقي و آمني بوجودهم و كوني ملاحظة دقيقة للمحيط من حولك،...

سيتجلون!

ألقاكم في تدوينة جديدة 
لكم كامل الحب

 لمتابعتي على الانستغرام: Hajress
لمتابعتي على التويتر: SHajress
لمتابعتي على الفيسبوك: Lady's Pretty Corner

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة إلى نفسي في المستقبل ❣ ... أراك تتجلين كما النوايا الجميلة ❥

كيف تختارين شريك الحياة بطريقة صحيحة ؟

كتاب أنا و أخواتها ... رحلة في أسرار الذات

ملخص برنامج # نوايا التدريبي و تجربتي منه

دليلك للحصول على طلة الأميرات

كل أنثى أميرة، فكيف لـ أميرة أن ترضى لنفسها الإهمال ؟!!

أمي لا تحبني! رسالة جد خاصة للأمهات

28 سنة 28 درس في الحياة

في رحلتك لتعلم الكونتورين، لا تنسي أن تكوني !

كسّري العادة في شهر رمضان