السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فجأة خطر ببالي كتابة هذا المقال فلم أتردد، نلاحظ كل يوم بل العديد من المرات في اليوم في السوشل ميديا، يوتيوب، الفيسبوك و خصوصا الانستغرام الكثير من الطرق و الأفكار لكيفية عمل الكونتورين، أحيانا باستعمال أدوات مطبخية و أحيانا بآليات و تقنيات حديثة تم ابتكارها...جميل لسنا ضد الابتكار أبدا و قطعا بل يسعدنا و نشجع ذلك، لكن أ ما كان سيكون رائعا و مبهرا لو كان ابتكارا سيفيدنا؟؟ و يفيد الأجيال من بعدنا؟
اخترت الكونتورين بالذات لأنه حير البنات و مهما جربو من الطرق لعمله غالبا ما تبوء بالفشل، منهم من تريد إبراز عظمة الخد و أخرى تريد رشق الأنف و ترقيقه و تطويله و أخرى تريد إبراز الجبين... جميل من حين لآخر أن يجرب الإنسان أشياء جميلة جديدة ليخرج من منطقة راحته، لكن إدمان هذا الشيء سيصبح بالنهاية عادة سيئة، لا أنكر أنني جربت منذ أكثر من سنتين عمل الكونتورين لكنني لم أنجح ثم لم أحاول من جديد رغم ظهور كل التقنيات الحديثة السهلة أو التي قد تبدو سهلة، و لا توجد لدي رغبة فضولية لعمل ذلك و لا لتغيير ملامحي أو ترقيق أنفي أو غيره.
المكياج من الأشياء الجميلة الممتعة للبنات و التي أشدد على ضرورة أن تجيد كل فتاة استخدامه بدرجة لابأس بها من الاحترافية، لكن لا تنسي عزيزتي أنه يبقى مجرد وسيلة راقية و رقيقة لإظهار جمالك و ابرازه بطريقة هادئة و ليس لتغيير ملامحك و الإنسياق وراء الموضات الجديدة التي تجعل الفتاة غير راضية عن مظهرها، شكلها و ملامحها، و تضعها في فخ المقارنة بينها و بين الأخريات.
سمعت مرة في إحدى البرامج التلفزيونية أنه توجد نوعين من البنات - غير جميلات- واحد لا تدرك جمالها و لا معاييرها فبالتالي لا تقدر جمالها، و الثانية تظلم نفسها بوضع مكياج لا يناسب ملامحها أو يغيرها بشكل لا يليق بها، و أنا أتفق بطريقة عجيبة مع ما قيل.
اكتشفي معاييرك، تقبليها، قدريها و حبيها، فالشفاه الممتلئة التي تعَد معيار جمال هذه السنوات قد لا تكون كذلك بعد سنتين، من يدري ذلك؟ و الأنف الرقيق الرشيق قد لا يكون الأنف المثالي بعد سنة، و قد تختفي معايير و تبرز أخرى جديدة لا ندري كيف اكتشفوها و يحاولون جاهدين أن نتأقلم معها و نسعى لها بطريقة ما لنكون جميلين، مثاليين و نساير الموضا...أو بالأحرى لنساير مستحضراتهم التجميلية التي لا تنتهي بطريقة تسويقية ذكية.
الفتاة الجميلة هي الأنثى التي تحب نفسها كما هي، لا تنساق خلف كل جديد بل تدرك كيف تختار ما يناسبها، تحب نفسها و تعترف بجمالها لنفسها، تقدر مدح المحيطين بها لها، جميلة بأخلاقها و تفكيريها، دائمة الإبتسامة النابعة من داخلها، تسعى جاهدة بدل أن تتعلم وضع الكونتورين بملعقة طعام (إحدى الطرق التي برزت عبر الانستغرام) أن تكتشف شيئا من ذاتها، هواياتها، أشياء تحبها و تجعلها سعيدة، بدل الركض خارجا تعود في كل مرة إليها، إلى أعماقها لتكتشف فعلا سحر الجمال الرباني، الفطري الذي ينعكس في عينيها، حينها ما على مسحة ماسكرا إلا أن تزيدها إشراقا و القليل من أحمر الشفاه إلا أن يجعل شفتيها و ابتسامتها أكثر بهجة...
لا بأس تعلمي طريقة وضع الكونتورين كرغبة فضولية لتجربة شيء جديد، لكن لا تنسي في تلك الرحلة الطويلة، أن تكوني أنتِ بذلك الجمال و البساطة بتلك الملامح الأصلية المتفردة.
لا تنسوا أن تعليقاتكم هنا في المدونة تسعدني و تشجعني لأكتب المزيد من المواضيع المتنوعة و المفيدة.
ألقاكم في تدوينة جديدة
لكم كامل الحب
لمتابعتي على الانستغرام: Hajress
لمتابعتي على التويتر: SHajress
لمتابعتي على الفيسبوك: Lady's Pretty Corner
شكرا حبيبتي على المقال الرائع. شخصيا احب مستحضرات التجميل لكن احب نفسي اكثر و بالنسبة لي انا اجمل فتاة ليس غرورا لكنني لا اقارن نفسي باحد
ردحذفكوثر أنت فعلا رائعة بدون منازع، أحب روحك الجميلة و حيويتك و تعليقاتك تغمرني بالسعادة
حذفمقال ممتاز عزيزتي استمري، فقد رأينا العجب من تغيير الملامح مؤخرا حتى تكاد تكرم الفتاة التي لا تعرف للمكياج طريقا وبالرغم من ذلك جميلة فتحية لهن
ردحذفأسعدني مرورك و تعليقك الجميل غاليتي صفاء
حذف