10 نصائح لحفظ طاقتك أثناء النقاش
لا شك أن كل شخص منا قرأ موضوع أو مقالا أو تغريدة ... عن النقاش و كيف يؤثر سلبا أكثر من إيجابا على نفسية الشخصين، بحيث أن الدخول في نقاش مع طرف آخر يستنزف الطاقة باعتبار أنك تبدل مجهودا نفسيا و طاقيا فيه لإبداء رأيك أو محاولة اقناع الطرف الآخر بفكرتك، خصوصا إذا كان الطرف الثاني على مستوى قليل من الوعي أو الدراية بالموضوع المتناقش حوله أو مهملا لآداب الحوار أو يرغب في نسخ تجاربه على واقعك، بحكم أنك ستمر بنفس التجارب و ستعيش نفس أحاسيسه و مشاعره،... و يستشهد على كلامه بالمقولات و الأمثال المتوارثة و المتداولة و كأنها دستور أو كلام مقدس لا مجال للتشكيك فيه أو تغييره و المشكلة تكمن في أنه لا يراودني أدنى فضول في أن أسأل شخص يدعي أن لديه تجارب و أنه عالم بكل شيء، بل الفضول الحقيقي يدفعني للرغبة في أن أعيش تجاربي الخاصة في الوقت المناسب و الخروج بنتائج و استنتاجات سيكون حتما لها طابع خاص في حياتي. ثم في نهاية المطاف تشعر بالتعب و كأنك مارست مجهودا عضليا، تحس أنك فارغ من الداخل، تدرك بأنك لم تكن حاضرا في اللحظة بل كنت غائبا مشتت الذهن و التركيز، مرهقا إرهاقا لا تدرك بعدها ما سببه.
و أثناء كتابتي لهذا المقال أقرأ تغريدة راقت لي لما تحمله من وصف دقيق لما كتبت سابقا: "النقاش مع العقول الصغيرة كالضغط على رأس عطر فارغ، مهما اجتهدت في ضغطه لا ينتج عطرا بل يؤلم اصبعك لا أكثر ! ".
و إن كان لابد من الدخول في نقاش و لكي لا يتحول إلى جدال متعب أو حلبة مصارعة لفظية، أنصحك بأن تهيئ نفسك مسبقا ثم التحلي بمجموعة من الصفات أثناء الحوار، اختصرتها في 10 نصائح شاملة و هادفة:
1- القبول: تقبل نفسك و تقبل فكرة اختلاف الناس عنك (اختلاف في الأفكار، في التصرفات، في القناعات، في الأساليب، في النوايا،...) و أن لكل شيء نقيض في هذه الدنيا (هناك الخير و الشر، الحب و الكره، السعادة و الحزن...) هذا التقبل سيجعل منك إنسانا مسالما و سيسهل عليك التعامل مع جميع هذه المتناقضات.
2- الهدوء: كن هادئا من الداخل و الخارج قدر المستطاع، و كن مدركا أنه إذا استفزك كلام الطرف الثاني فهذا يعني أن هذا الشيء موجود في ركن ما بداخلك، و أن هذا الشخص هو انعكاس لك بشكل من الأشكال.
3- تكلم بصوت معتدل: مهما اشتد النقاش تكلم بصوت معتدل مسموع. بحيث أن الصوت المرتفع لا يعني أن شخصيتك قوية أو أنك سيد الموقف بل العكس تماما.
4- أحسن الاستماع: كن مستمعا جيدا، اعط كل اهتمامك للطرف الثاني و انظر في عينيه ثم انتظر نهاية الحديث للإدلاء برأيك. فهذا لن يأخذ منك الكثير من الوقت و لا المجهود.
5- لا تتشبث بفكرتك كما يتشبث غريق بطوق نجاة: كن مرنا في التعامل مع أفكارك، لا تتشبث بها، فلربما يهديك الحديث فكرة جديدة نافعة، و لا تكن كمن يقول: "هذا ما وجدنا عليه آبائنا"، كن مرنا، خد ما يناسبك و دع الباقي بكل لطف.
6- تخلى عن الحاجة و الرغبة في الانتصار: لا تحاول أن تكون مثالي و تظهر في رداء المثقف و الواعي و صاحب التجارب الكثيرة ... فليس المهم أن تخرج منتصرا كأنك في معركة أو حرب، لكن المهم أن تخرج بفكرة جديدة أو سلام لا أكثر.
7- تخلى عن فكرة الإقناع: هذه الفكرة مرتبطة بالفكرة التي قبلها ارتباطا وثيقا، فليس ضروري أن تقنع الطرف الآخر بأفكارك حتى و إن كنت على صواب أو أن ترغب في تغييره أو تلقينه أفكار إيجابية ... و تذكر أن كل شخص يتغير في الوقت المناسب له و بالطريقة المناسبة و ليس بالضرورة بسبب نقاشك أو على يديك، يقول ربي جل جلاله في سورة القصص: "إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء و هو أعلم بالمهتدين" الآية: 56
8- تذكر أنك مسؤول: إقرارك بينك و بين نفسك بمسؤوليتك في جذب هذا النوع من الحوار يعطيك نوع من الاطمئنان بأن زمام الأمور كانت و ما تزال بين يديك و بالتالي فأنت مسؤول عن وضعك في تلك اللحظة حتى لو لم يعجبك. فذكر نفسك و قل: " أنا مسؤول عما أنا فيه الآن، مسؤول عن وضعي الراهن".
9- اسحب نفسك بهدوء: في حال عدم الاتفاق و قبل أن يشتد النقاش كن ذكيا و اسحب نفسك بهدوء. بقولك بطريقة مهذبة و لطيفة: " لكل شخص أفكاره و معتقداته، لك حرية التفكير كما تشاء و لي حرية التفكير" و لا تعتبر هذا الأمر ضعفا أو هزيمة، بالعكس هذه قوة لا يملكها العديد من الأشخاص.
10- الامتنان: بعد انتهاء النقاش، امتن للطرف الثاني (بينك و بين نفسك بقولك ممتن لـ فلان) و نظف مشاعرك اتجاهه بالاستغفار أو بقولك: ( أنا آسف، أحبك ، سامحني، شكرا).
ممتنة للنقاش الذي دخلته بدون وعي مني، دفعني بوعي مني لكتابة هذا المقال بكل حب و اهتمام، محملا بالنوايا الجميلة.
لمتابعتي على الانستغرام: Hajress
لمتابعتي على التويتر: SHajress
لمتابعتي على الفيسبوك: Lady's Pretty Corner
ممتنة لكي شكرا
ردحذفالشكر لك أسعدني مرورك 🙏🌷
حذف