السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيفكم حبيباتي؟ ان شاء الله تلقاكم تدوينتي بخير و عافية. ترددت كثيرا قبل كتابة هذه التدوينة، لأنها مختلفة كل الاختلاف عن الجمال لكنها بالنهاية تخص الأنوثة أو بالأحرى دعوني أقول ضرر من أضرار ارتفاع الذكورة لدى المرأة، ستكون جزء من موقف حصل أمامي أمس، رسالة أوجهها للأمهات خاصة و بشكل عام لكل أنثى ستصبح في يوم من الأيام أم.
أرجو من الله أن تلامس حروف هذه التدوينة دواخلكم، تفيدكم و تغير شيء من أفكاركم.
فكرت طوال اليوم، هل فعلا أريد أن أكتب هذه التدوينة، هل يحق لي سرد جزء من الموقف الذي حصل أمامي؟ قلت ماذا لو كانت هناك طفلة في مكان ما تعاني بسبب ظروف عائلية سببها الأم؟ ماذا لو كانت هناك أم غافلة عن بعض النقاط التي ستدفع ثمنها غاليا بعد فوات الأوان؟
نعم أريد كتابة هذه التدوينة، و الكلام الذي بداخلي ضروري أن يصل، لا أدري لأي بعد و امتداد سيصل، المهم أن لا يضل محبوسا بداخلي.
صحيح، لست بأم لكل من قد يسأل هذا السؤال فيما بعد، لكنني أحمد الله أنني لم أصبح أم في زمن من عمري الماضي، في حين كنت أقل وعي أو معدومة الوعي بصراحة و لا أخجل من أن أعترف بذلك، أحمد الله في كل مرة أزداد وعيا فيها، في كل لحظة أتعلم شيء جديد عن الزواج و التربية و أتخيل مدى روعة أن تكون الأنثى الأم بفطرتها، أم واعية، ذكية حنونة و عطوفة على زوجها و أطفالها، و أنوي ذلك بكل صدق.
الموقف الذي حصل أمس أمام عيني لن أفصل فيه احتراما لخصوصيات عائلة لا أعرفها، لكن سأذكر جزءا منه، شابة في مقتبل عمرها لم تتجاوز الثانوي بعد، تعاني معاناة قاسية و تراكمات ثقيلة سببها أمها، مظهر الفتاة و هي تبكي و تتألم و تشد على يديها و شعرها بكل عصبية و ألم أثر في داخلي و جعل عيني تمتلأ بالدموع مع أنني تجاوزت من مدة فكرة أن أتأثر بالآلام و المعاناة مهما كان الشخص.
لكنها طفلة مهما بلغت من العمر فهي تضل طفلة، تبكي و تقول أمي لا تحبني و تحكي عن أمور حصلت منذ طفولتها لم تستطع نسيانها أو تجاوزها، تقول أمي لم تهتم بي يوما و لم تطعمني يوما، تفتقد لحنان الأم و حبها و عطفها، و تقول كل ما يهم والدتي المال و الماديات و حياتها الخاصة و طبعا هي ليست جزءا من هذه الحياة.
و نظرا لحالة النوبات العصبية التي تتكرر عليها في اليوم عدة مرات فالفتاة أصبحت تعالج عند أطباء نفسانيين و بالرغم أنها من أفضل التلاميذ إلا أن دراستها ليست على ما يرام و تضطر في كل مرة لمغادرة المدرسة بعد استدعاء ولي أمرها. و بسبب حالتها النفسية و كرهها لوالدتها أجبرت والدها على أن يقيما معا في بيت منفصل عن الذي تقيم فيه والدتها.
الخلاصة من القصة ليست إيلامكم، هذا ليس هدفي و مبتغاي، و لا أن أحاسب الأم على أفعالها فهذا ليس من حقي، فهي مهما كان الحال لها أسبابها و ظروفها التي دفعتها للتصرف بهذه الطريقة سواء أكانت واعية لذلك أو بدون وعي منها. هدفي أن أوجه كلاما مهما للأمهات في مدونتي و للفتيات الواعيات اللواتي يطمحن في انجاب أطفال في ما بعد.
رجاءا فكروا جيدا قبل اتخاد قرار الإنجاب، الأطفال ليسوا قطعة أثاث يمكن بيعها أو التخلص منها إذا لم تعد تلزمكم، و لا ذنب لهم لدفع أخطاء أنتم ارتكبتوها.
الآن بالنسبة للأم التي تهتم بالماديات، و كل همها المال، التسوق، السفر و عملها.... لا يهمها زوجها و لا أطفالها و بيتها، دعوني أقول أن هذه الأم ذكورية أي طاقة الذكورة لديها مرتفعة، تجدونها ناجحة في عملها و فاشلة في ربط علاقة حب طيبة و احتواء مع زوجها و أطفالها و قد تخسرهم فيما بعد إذا لم تنتبه و تعي ذلك.
راجعي نفسك، اجلسي مع نفسك، وازني حياتك، لا أحد سيحرمك من المال و العمل و رغباتك طالما تريدينها، لكن وازني بين الحياة العملية و طموحاتك و بين أسرتك و دورك كأم و اجعلي أسرتك من أولها.
أطفالك هم استثمارك الحقيقي، فخسارتك لطفلك بعد تركه في مستشفى للأمراض العقلية، أو بعد محاولة انتحار، أو هروب من البيت لا تعرفين إلى أين ذهب، أو ادمان مخدرات، أو أو أو لن تساوي مال قارون. و بماذا سيفيدك المال حينها؟
الأطفال أذكياء و يخزنون كل شيء منذ أن يكون في بطن أمه، فأي النوايا تنوين له يا ترى؟ و أي المشاعر تتشاركين معه؟
هل تحسسينه بحبك له و عطفك عليه و أنك سعيدة فعلا لاستقباله في هذه الحياة؟
هل تجلسين لجانبه و هو مريض؟ هل تتابعين أخبار دراسته؟ هل تتقاسمين معه درهمك الذي تملكين؟ هل تعدين له وجبة بكل حب فتنقلين فيها ذبذبات الحب و العطف؟
اذا لم تسألي نفسك هكذا أسئلة من قبل فبرأيي هذا هو الوقت المناسب، لأن تراجعي حساباتك و تجدين أجوبة صريحة لأسئلة قد يسألك إياها في يوم من الأيام، عندما تتجاوز التراكمات لديه حدا يمكن استيعابه و تحمله.
كرمك ربي بأن أعطاك هذه النعمة و شرفك بهذه المرتبة التي هي الأمومة، هل فكرتك في مدى عظمتها و هل أدركت أنها لا تقدر بثمن؟
عودي لفطرتك، الحنان و العطف هو جزء من تكوينك، تواصلي معه، احضني أطفالك قبل أن يكبروا و ينشغلوا بحياتهم فتخجلين في فعل ذلك، استثمري فيهم بطريقة صحيحة و ازرعي فيهم نوايا حب قبل أن تضطري لتعيشي مشاعر العقوق القاسية و الحرمان و الوحدة في دور العجزة.
كانت هذه كلماتي، و واضح من طريقة كتابتي أنني كنت جد متأثرة و مازلت، أرجو أن لا أكون قد أطلت في كلامي.
اذا أفادتكم التدوينة ساعدوني بنشرها على أوسع نطاق و مشاركتها مع الأمهات اللواتي تعرفنهم لتصل لأكبر عدد من النساء.
و في الأخير احضنوا أطفالكم و قبّلوهم فالحياة رمشة عين.
ألقاكم في تدوينة جديدة
لكم كامل الحب
أتشرف بتواصلكم على:
- الانستغرام: Hajress
- التويتر: SHajress
- الفيسبوك: Lady's Pretty Corner
تعليقات
إرسال تعليق