التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الإيجابية و المحيط السلبي، كيف أوفق بينهما ؟


الإيجابية و المحيط السلبي، كيف أوفق بينهما ؟

السلام عليكم و رحمة و بركاته

يكاد لا يوجد وسط يخلو من المتدمرين، في العمل، في البيت، في السوق، في وسيلة نقل عمومية، في مستشفى،... أينما حللت و ارتحلت و سواء من الأقرباء أو الأصدقاء أو حتى الغرباء، تجد العديد من الأشخاص المتدمرين، الكثيري الشكوى و المتحلطمين الذين لا يعجبهم شيء و إن أعجبهم نسوا أن يتكلموا عنه و يعيدون حادثة الصباح و قصة الأمس و حكاية الخمس سنوات الماضية...
و أنت و أنا و أي شخص سواء أ كان مبتدأ في التنمية الذاتية أو في مراحل جد متقدمة منها يواجه هذا الوضع و قد يخطر بباله جل هذه الأسئلة التي تراود الكثيرين منا،

أعيش في بيئة من المتدمرين و كثيري الشكوى فكيف أتصرف؟
أهلي لا يعجبهم شيء و لا يركزون إلا على السلبيات؟
صديقي يشتكي في كل يوم و ساعة و لحظة، لأن المديرلا يرضيه أي عمل يقوم به، ينكر جهوده قال كذا و فعل كذا؟
أحب أختي أو صديقتي لكن لا يمكنها العيش دون أن تبث طاقتها السلبية و تذمرها في كل وقت و حين، معاناتها مع الأطفال، الزوج و مسؤوليات الحياة الزوجية؟

دعوني أعترف لكم أنني أيضا عانيت الكثير من هذا الموضوع، و كلما بدأت أتعمق في الفهم و أكتشف أن جمال الحياة يستحق التركيز عليه أكثر من موقف سيء أو قصة محزنة أو مشكلة عابرة كنت أرغب في جعل الجميع من حولي يدركون هذا الشيء، يغيرون نظرتهم أيضا، يتوقفون عن المعاناة و التدمر، كنت أرغب في تغييرهم و لا أنكر أنني حاولت جاهدة في نصح الكثيرين و معاتبة آخرين عن سودية نظرتهم.
ليس هذا فقط بل كنت أشعر بالغضب من تصرفهم و أتسائل لماذا يتواجدون في محيطي؟ أ ليعكروا صفو مزاجي؟ و يبثي فيّ سلبيتهم التي لا يستطيعون ترويدها؟ أم أن لهم رسالة لي لم أدرها بعد؟...
مع الوقت أدركت بل تيقنت أنه ليس من واجبي ولا شأني تغيير أي أحد، و لا إسداء نصيحة لم تطلب مني، و لا معاتبة من لا يرغب في التغيير و غصبهم، و ما أنا سوى فراشة أنهت مراحل تشكلها في شرنقة و حلقت عاليا في نور السماء و بين الأزهار و ما الآخر(المتشكي - المتدمر)  سوى دودة قز ما تزال حبيسة شرنقة لم يحن وقت مغادرة ظلمتها بعد.

تذكرت أنني في فترة من الزمان كنت بنفس التفكير بنفس المزاجية بنفس السلبية، فربما أكون قد خلقت بعقلية فطرية جميلة لكن بالتأكيد لم أقض أغلب سنين عمري السالفة فيها (ما قبل التغيير) و أعتقد أن الكثيرين كذلك. ثم منها وعيت أن لكل انسان على وجه هذه الأرض الحق في أن يعيش كما يشاء، بالمشاعر و الأفكار التي يريدها و يختارها بوعي أو بدون وعي لنفسه، و أنه إن كان محتم عليه التغيير فسيتغير في يوم ما بطريقة ما قد لا تكون النصيحة التي أسديتها هي مصدرها و لا حتى أنا.

لكل شخص يعيش في وسط فيه متدمرين لا طيور السماء تعجبهم و لا أزهار الأرض تبهجهم و شغلهم الشاغل هو التشكي، أقول لك فكر بهذه الطريقة أو انتهج هذا المنهج لتفوز بسلامة ذاتك  وطاقتك و لترتاح:

- أيقن أن تغيير الشخص ليس من واجبك ليس من أعمالك، دع الأشخاص يعيشون كما يحبون فلكل شخص الحق و الحرية في التعبير عن نفسه، كما شملتك نعمة الله في التغيير و رفع الوعي أدعو من أجل أن تشمله نفس النعمة.
- تقبل، لا تسبح عكس التيار، لا تعافرهم، تقبلهم و خصوصا اذا كانو من المقربين.
- اذا كان المتدمرون من معارفك أو زملاء العمل أو فالحقيقة لا تربطك بهم رابطة قوية، تجاهلهم فقط و لا تركز على ما يقولون.
- اذا أتاك متدمر يغلي و يشكي استمع لكن لا تنصت و تمعن التركيز في كلامه، بالنهاية رأيك الإيجابي لن يسعده فهو يريد من يسبح معه في نفس البركة و من يجعل الناس مخطئون و سيئون و هو الوحيد المظلوم الجيد.
- و أنت تنظر للشخص و هو يتكلم، ابن بينك و بين كلامه و أفكاره حاجز سميك وقوي لتوقف استقبال عقلك للأفكار الخاطئة و المشحونة بالطاقة السلبية (بينك و بين نفسك قل بلوك لكل الأفكار التي ستأتيني).
- لا تقدم نصائح لم تطلب منك و اعفي نفسك من هذه المسؤولية.
- احرص على أن لا تغضب أو تتفاعل مع كلامه أو حدثه، دع الكلام يمضي من أذن لأخرى و يغادر بسلام.
- لا تسمح لعدوى التشكي أن تصيبك، فقد يستغرق علاجها الوقت الكثير، إن لم يستحسنك وضع فقط لا تتكلم.
- لا تنسى أن تحبهم كما هم فقط لانهم هم و ليس لأنهم إيجابيون أو جيدون بنظرك.

بالنهاية ما وجود المتدمرين و كثيري الشكوى في محيطك إلا لإيصال رسالتك بسلام، و التي تقول ركيزتك ليست في الخارج أو هي الأشخاص، ركيزتك هي داخلك فلا تسمح للمحيطين بك أن يعكرو صفوك و اتزانك، هذا ما توصلت إليه بعد فترة من التصالح، لن أقول أختفو من محيطي نهائيا و انما قلوا بشكل جد جد ملحوظ.

فقط جرب !

لا تنسوا أن تعليقاتكم هنا في المدونة تسعدني و تشجعني لأكتب المزيد من المواضيع المتنوعة و المفيدة.


ألقاكم في تدوينة جديدة 
لكم كامل الحب



لمتابعتي على الانستغرام: Hajress
لمتابعتي على التويتر: SHajress
لمتابعتي على الفيسبوك: Lady's Pretty Corner

تعليقات

  1. شكرا هاجر بالفعل السلام يجب ان يبدا وينتهي في الداخل لاتعكر صفوه سلبيات الاخرين ومعتقداتهم ولكن هذا يحتاج الى تدريب في البداية الى نصبح مدرعين بايجابيتنا

    ردحذف
    الردود
    1. صحيح يحتاج لتدريب قد يأخد الأمر بعض الوقت لكن النتائج عجيبة و مفرحة تستاهل كل سعينا و مجهوداتنا.دمتي بحب

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة إلى نفسي في المستقبل ❣ ... أراك تتجلين كما النوايا الجميلة ❥

كيف تختارين شريك الحياة بطريقة صحيحة ؟

كتاب أنا و أخواتها ... رحلة في أسرار الذات

ملخص برنامج # نوايا التدريبي و تجربتي منه

دليلك للحصول على طلة الأميرات

كل أنثى أميرة، فكيف لـ أميرة أن ترضى لنفسها الإهمال ؟!!

أمي لا تحبني! رسالة جد خاصة للأمهات

28 سنة 28 درس في الحياة

في رحلتك لتعلم الكونتورين، لا تنسي أن تكوني !

كسّري العادة في شهر رمضان