التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كسّري العادة في شهر رمضان

كسّري العادة في شهر رمضان


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بمناسبة شهر رمضان الكريم، قررت -بطريقة ما- انجاز عمل تطوعي لأسباب كثيرة أحب أن أذكر منها:
الأول: ابتغاء الأجر و الثواب و الفتح من ربي جل جلاله.
الثاني: أكافئ نفسي من خلال هذا العمل لإتمامي سنة منذ أن بدأت رحلتي لتنمية ذاتي في شهر رمضان السنة الماضية.
الثالث: من ضمن النوايا التي أدرجتها في هذا العمل، أن يكون بداية نقلة في حياة فتاة ما في مكان ما، كما كانت احدى الأعمال بداية نقلتي في السنة الماضية.
الرابع: في شهر رمضان يكون الاتصال بالله كثيف، و الروح مهيئة لإستقبال الخير من شتى الأعمال المباركة، فأدعو الله أن يكون خيرا.
و هذا العمل التطوعي تجلى بطريقة مبسطة في مطوية تحتوي المختصر من الكلام و الأفكار، صممتها بشكل بسيط و راقي يليق بالقارئ و كتبتها ببال هادئ و استحضرت فيها أدق التفاصيل التي أذكرها في رحلة تنمية ذاتي و التي كان لها وقع جيد علي، أدرجت فيها أيضا نوايا جميلة و عميقة لي و لكل من ستقرأها سواء على الورق أو هنا لرغبتي في أن لا يتوقف هذا العمل البسيط عند أيادي معدودة، فاخترت أن أنقل محتواها هنا على المدونة ليمتد على أوسع نطاق في كل العالم.

 فأرجو منك كـ قارئ مشاركة هذا العمل على مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بك، أو المنتديات، أو الكروبات.... لكي لا يتوقف هذا العمل عند يديك، فتكون بذلك ساهمت في نشر الخير و بطريقة بسيطة قد لا تأخد من وقت سوى بضع دقائق.

الآن و لكي لا أطيل الكلام أنتقل إلى محتوى المطوية و أنقله بالضبط كما كتبته فيها
و الصلاة و السلام على رسول الله، أما بعد:
أخص ببطاقتي هذه المسلمين عامة و نساء المسلمين خاصة، و أبارك لهم هذا الشهر الكريم. أسأل الله أن يجعله شهر خير و بركة، و هو فعلا كذلك.
c   لماذا المرأة على وجه الخصوص؟
لعدة أسباب أهمها: أن المرأة في هذا الشهر الفضيل تتضاعف لديها المسؤوليات، ما بين العمل خارج البيت و داخله، لأن المرأة غالبا ما تفوتها صلاة التراويح، لأنها تضطر للبقاء في البيت للعناية بأطفالها، و تنشغل بالطبخ  و إعداد ما لذ و طاب من الأكلات، فتفوتها غالبا فرصة الاستمتاع بالطاعات في الشهر الفضيل، و ما إلى ذلك من الأسباب...
فاخترت أن أقدم بين يديها بعض النصائح و التوجيهات التي ستفيدها إن شاء الله، و ستكون ذات وقع طيب، فتعود عليها بالخير بإذن الله إذا تمسكت بها، و عملت على تطبيقها.
النية الصادقة
خير ما تستقبلين به هذا الشهر الكريم، هي العزيمة القوية، و النية الصادقة في كل طاعاتكِ و عباداتكِ، مبتغية بذلك وجه الله، انوي الصيام، انوي ختم القرآن، انوي التصدق، انوي أن يرزقك  الله شرف مصادفة ليلة القدر، انوي أن يتقبل الله منكِ صالح الأعمال ...
تجديد العلاقة مع الله
جددي في هذا الشهر الفضيل علاقتكِ بخالقكِ و مولاكِ بالإكثار من: الاستغفار، الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم،  الدعاء الصالح ... فهذه الأعمال لن تأخذ من وقتك الكثير، و ستساعدك على شحن طاقتكِ و ستمدك بالقوة و الدعم الإلهي.
الصلاة ثم الصلاة
» لا صيام لمن لا صلاة له « حاولي أن لا تؤخري الصلاة عن وقتها فيضيع منك فضل الصيام أيضا، و فكري في تخصيص وقت لصلاة التراويح، إن لم يكن في المسجد بسبب التزاماتك و ظروفك، صلي في بيتك بقلب حاضر، خاشع و تائب.
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن
ارتبط شهر رمضان بنزول القرآن، فحددي لكِ وردا يوميا بطريقة تساعدك على ختم القرآن. و قراءة القرآن لا تعني المرور على آياته مرور الكرام، بل التدبر في معانيها بالعقل، و استشعارها بالقلب.
إياك و سارقي الحسنات
هل ترضين أن تذهب أعمالك الصالحة و عباداتك هباء منثورا؟ بل و تبدل حسناتكِ بالسيئات و الإثم؟
هذا ما يحصل بالضبط عندما تتحدثين بالسوء عن شخص في غيابه، أو تذكرين عيوبه و أخطاءه و مساوءه.
إذن، لتحافظي على حسناتك، تجنبي الغيبة و النميمة، و ركزي على ذاتك و ارتقي بها نحو الأفضل.
حضور النية في كل أعمال الدنيا
هل سبق و أعددت طعاما بنية الصحة و العافية لأهلك؟ هل سبق و نظفت بيتك بنية الأجر من الله ، و أن ينظفك الله من الذنوب و الخطايا؟ هل سبق و اهتممت بأطفالك بنية إنشاء جيل سليم و معطاء؟...
هذه هي الفرصة إذن، في كل عمل بيت تقومين به، لا تتنهدي و تتشكي، بل انوي به الخير لهم و لك عند الله، الذي لا تضيع عنده الأعمال.
النوم خير
أتوقع أن الوقت يعني لك الشيء الكثير في شهر رمضان، فلا تهدريه في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي و مشاهدة البرامج التلفزيونية سارقة الطاقة، و مضيعة الأجر و الثواب. فالنوم ساعة من الزمن، و أخذ قسط من الراحة، أفضل بكثير من مشاهدة حلقة مسلسل رمضاني لا يمث لرمضان بصلة.
شهر الغفران
سمي شهر رمضان بشهر الغفران، لأن فيه تغفر الذنوب و الخطايا، فكيف لرب بهذه العظمة و الجلال أن يغفر لكِ خطاياك، و أنتِ لا تملكين القدرة على تجاوز خطايا غيرك و مسامحتهم؟
اصفحي و سامحي، و طهري قلبك من كل الناس الذين آذوكِ، فقلبك أجمل من أن يحمل أحقادا على أحد. نعم حاولي عزيزتي، و لا بأس أن تتدرجي في التسامح.
التصدق ولو بشق تمرة
إن كانت ميزانيتك لا تسمح بإفطار صائم، أو إعالة عائلة فقيرة على مصروف شهر رمضان، أو لا تستطيعين التبرع بمبلغ من المال لجمعية خيرية... فمنح شق تمرة أو مما لديكِ بنية الخير صدقة، و الابتسامة في وجه أختك و أهلك صدقة، و الكلمة الحسنة الجميلة و دعاء الخير صدقة، و التعامل بلطف و أدب مع شخص أسدى لك معروفا أو خدمة أيضا صدقة. فبادري لفعل الخير مهما استصغرتِه.
ثواب الدنيا و الآخرة معا في لحظة
التفرغ للعبادة لا يعني بالضرورة إهمال واجباتك كأم أو زوجة، أو إهمال واجباتك المنزلية،...
و قد يأتي السؤال هنا، كيف أجمع بين الحسنيين؟
سأبادر بالقول، الحمد لله على نعمة التكنولوجيا إذا اجتمعت مع الوعي  و سيقت بالاختيار الصحيح و السليم. يمكنك الاستماع إلى مقطع توعوي، أو تلاوة عطرة لواحد من ملايير مقاطع الفيديو على اليوتيوب أو غيره، و أنت تقودين سيارتك، و أنت تعدين وجبة الإفطار، أو تنظفين المطبخ... فتكونين بهذا العمل كسبت أجر الدنيا و الآخرة.
ركزي على الهدوء
هل تعلمين أنه كلما زاد تركيزكِ على شيء في حياتك، يتكاثر و يزداد هذا الشيء تلقائيا؟!
يعني كلما رددت أنا عصبية، أنا أتعصب بسرعة، أنا أتعصب من أشياء تافهة... فتوقعي أن تصبح العصبية صديقتك الودودة، و مرافقتك في كل موقف و فعل، و هل هناك ما يستحق فعلا أن تواجهيه بانفعال و عصبية؟؟
ركزي على الهدوء أكثر و رددي داخلكِ "أنا أنعم بالهدوء و السكينة"، و مارسي التنفس السليم، بشهيق عميق عبر الأنف و زفير من الفم ثلاث مرات بعد الصلوات الخمس أو كلما واجهتك أمور مزعجة.

استثمري في وقتك
كلنا نعرف أن الاستثمار دائما ما يقترن بالمال، العقار و الأعمال، و قد لا نكون سمعنا من قبل عن استثمار في الوقت و في الذات... مثلا: كحرفة تتعلمها المرأة لأنها تهواها، أو لغة تحبها فتدرسها، أو كتحضير قناع طبيعي لتحافظ على جمالها  و بالتالي تستثمر في ذاتها لغد أفضل...
استثمري وقتك في شهر رمضان في الطاعات و العبادات، و تصحيح العلاقة مع الرحمن، و استثمري في ذاتك بتوجيه الروح إلى طريقها الصحيح، إلى مسكنها الحقيقي، بجوار خالقها و مولاها.

برنامج تتبع الطاعات في شهر رمضان الكريم
2016 م  – 1437 هـ
أضع بين يديكِ عزيزتي إضافة لهذه الكلمات المختارة بعناية، جدولا بسيطا يساعدكِ على تتبع الطاعات في شهر رمضان، يكفي فقط أن تضعي علامة × أو كلمة "تم" في الخانة المخصصة لكل عبادة بعد القيام بها، أو في نهاية كل يوم، ليكون لديكِ فكرة واضحة عن حصيلة عباداتكِ في نهاية شهر رمضان الكريم، فانوي أن يتقبل الله منكِ صالح الأعمال.

توضيحات تتعلق بالجدول
¨ الذكر: يقصد به الاستغفار، التحميد، التمجيد، التهليل، التكبير، الدعاء، الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم، ....
¨ صلاة التراويح: لا تقتصر على المسجد فقط، فقد تكون بالبيت أيضا كما ذكرت سابقا.
¨ حضور النية في كل الأعمال: يندرج ضمنها أعمال البيت و الأسرة، و العمل خارج البيت أيضا.

الحمد لله أن رزقنا شرف و فضل صيام هذا الشهر الكريم، و منّ علينا بنعمة تعدد الطاعات، و العبادات كل حسب استطاعته و مقدوره.
كسّري عزيزتي العادة في رمضان هذا، لا تجعليه مجرد شهر يعد بالأيام نجوع فيه ظهرا و نأكل فيه المأكولات المتنوعة في المساء... بل بداية لانطلاقة تمتد مدى الحياة. و ابنِي علاقة حب و رحمة مع خالق الحب، الرحمن جل جلاله.
الذي يقول في كتابه الكريم: ﴿ و إني لغفّار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدى ]طه: 80]

لتتاح لك امكانية استخدام جدول تتبع الطاعات، خزني هذه الصورة ثم قومي بطبعها من على حاسوبك.

و في الختام أشكر و أمتن لكل من ساهم من قريب أو بعيد في انجاز هذا العمل البسيط و أيضا لكل من ساهم أو سيساهم في نشره.

لمتابعتي على الانستغرام: Hajress
لمتابعتي على التويتر: SHajress
لمتابعتي على الفيسبوك: Lady's Pretty Corner






تعليقات

  1. الاشتراك في قناة دنيا للدين والدنيا تعنى بجمال المراة.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة إلى نفسي في المستقبل ❣ ... أراك تتجلين كما النوايا الجميلة ❥

كيف تختارين شريك الحياة بطريقة صحيحة ؟

كتاب أنا و أخواتها ... رحلة في أسرار الذات

ملخص برنامج # نوايا التدريبي و تجربتي منه

دليلك للحصول على طلة الأميرات

كل أنثى أميرة، فكيف لـ أميرة أن ترضى لنفسها الإهمال ؟!!

أمي لا تحبني! رسالة جد خاصة للأمهات

28 سنة 28 درس في الحياة

في رحلتك لتعلم الكونتورين، لا تنسي أن تكوني !